الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } * { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّن إلهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ فَقَالَ المَلأُ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } يقوله بعضهم لبعض: { يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أي: بالرسالة، وما له عليكم من فضل.

قال: { وَلَوْ شَآءَ اللهُ لأَنْزَلَ مَلآئِكَةً } ولو أنزل ملائكة لآمنا بهم. { مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي ءَابَآئِنَا الأَوَّلِينَ } أي: أن رجلاً ادّعى النبوّة.

{ إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } أي: جنون { فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ } قال بعضهم: حتى يموت، وقال بعضهم: حتى يستبين جنونه.

{ قَالَ } أي: نوح { رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } وقال في آية أخرى:إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ } [القمر: 10].

قال: { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحَيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا } أي: فاحمل فيها { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ } وقد فسّرنا ذلك في سورة هود.

قوله: { وَأَهْلَكَ } أي: واحمل فيها أهلك { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْلُ مِنْهُمْ } أي: ابنه الذي غرق. والقول: الغضب { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا } أي: [ولا تراجعني في الذين ظلموا] { إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }.

قوله: { فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الفُلْكِ } وكان معه امرأته، وثلاثة بنين له: سام وحام ويافث، ونساؤهم، فجميع من كان في السفينة ثمانية. { فَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الذِي نَجَّانَا مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي: المشركين. وقال في آية أخرى:وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْراهَا وَمُرْسَاهَآ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [هود: 41].

قال بعضهم: قد بَيَّن الله لكم ما تقولون إذا ركبتم في البر، وما تقولون إذا ركبتم في البحر، إذا ركبتم في البرّ قلتم:سُبْحَانَ الذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } [الزخرف: 13-14] وإذا ركبتم في البحر قلتم: { بِسْمِ اللهِ مَجْراهَا وَمُرْسَاهَآ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }.