الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ } * { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }

قوله: { وَشَجَرَةً } أي: وأنبتنا لكم بذلك الماء شجرة { تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ } وهي الزيتونة. والطور الجبل، وسيناء: الحسن، كقوله:وَطُورِ سِينِينَ } [التين: 2] الجبل الحسن. وبعضهم يقول: سيناء: المبارك، أي: الجبل المبارك، يعني جبل بيت المقدس.

قوله: { تَنبُتُ بِالدُّهْنِ } [قال مجاهد: تثمر بالدهن] { وَصِبْغٍ لِّلأَكِلِينَ } أي: هو دهن يدهن به، وهو صبغ يصبغ به الآكلون. [أي: يأتدمون به].

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الزيت من شجرة مباركة فائتدموا به وادهنوا به ".

قوله: { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً } أي: لآية { نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا } يعني اللبن. { وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ } أي: في ألبانها وظهورها، وكل ما ينتفع به منها. قوله: { وَمِنْهَا تَأكُلُونَ } يعني لحومها.

قوله: { وَعَلَيْهَا } أي: وعلى الإِبل { وَعَلَى الفُلْكِ } أي: السفن { تُحْمَلُونَ } وقد يقال: إنها سفن البَرّ. وقال في آية أخرى: { وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتِهُمْ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ } أي: الموقر،وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } [سورة يس: 41-42] يعني الإِبل. عدلت بالسفن. وقال في آية أخرى:وَجَعَل لَكُم مِّنَ الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } [الزخرف: 12].