{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ } قوله: { قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ } أي: قد سَعِد المؤمنون، والسعداء أهل الجنة. ذكروا أن كعباً قال: [لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة؛ خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الجنة بيده] ثم قال لها تكلمي، فقالت: { قَدْ أَفْلَحَ المُؤمِنُونَ }. وذكر بعضهم أن الله خلق الجنة فجعل لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها، يعني أرضها، مسكاً. ثم جعل فيها ما جعل، ثم نظر إليها ثم قال: { قَدْ أَفْلَحَ المُؤمِنُونَ } ، ثم أغلق بابها، فليس يعلم ما فيها مَلَك مقرَّب ولا نبيّ مرسَل، فالذي تجد من برد السَّحَر وطيبه فهو ما يخرج من خلل الباب. قوله: { الذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ }. والخشوع هو الخوف الثابت في القلب. وذكر لنا أن أحدهم كان يرفع بصره إلى السماء، فلما نزلت هذه الآية غضّوا أبصارهم، فكان أحدهم ينظر إلى موضع سجوده.