قوله: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } أي: لغير بعث ولا حساب. { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } وهو على الاستفهام، أي: قد حسبتم ذلك. ولم نخلقكم عبثاً، إنما خلقناكم للبعث والحساب. قوله: { فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ } وهما اسمان من أسماء الله { لآ إلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ } على الله. وبعضهم يقرأها: { الكَرِيمُ } بالرفع، يقول: اللهُ الكريمُ رب العرش. وهو مثل هذا الحرف:{ ذُو العَرْشِ المَجِيدِ } [البروج: 15] أي: الكريم على الله، على مقرأ من قرأها بالجر، ومن قرأها بالرفع يقول: الله المجيدُ أي: الكريم. قوله: { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } أي: لا حجة له به. وقال بعضهم: لا بَيِّنَةَ له به، أي: بأن الله أمره أن يعبد إلهاً من دونه. { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ } أي: حساب ذلك الذي يدعو مع الله إلهًا آخر. { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ } أي: ذلك حساب الكافرين عند الله: أنهم لا يؤمنون، وأنهم أهل النار. [وهي تقرأ على وجه آخر { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ } أن يدخله النار. ثم قال: { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ } [كلام مستقبل]. قوله: { وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الراحِمِينَ } أي: أفضل من رحم. أمر الله النبي عليه السلام بهذا الدعاء.