الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ }

قوله: { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ }. والصور قرن. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع.

قوله: { فَلآ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ }. ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة مواطن لا يسأل فيهن أحد أحداً: إذا وضعت الموازين حتى يعلم أيثقل ميزانه أم يخف، وإذا تطايرت الصحف حتى يعلم أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، وعند الصراط حتى يعلم أيجوز الصراط أم لا يجوز ".

وفي تفسير عمرو عن الحسن أن أنسابهم يومئذ قائمة معروفة. قال: يقول الله:يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِن أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } [عبس: 34-36]. وقال بعض الكوفيين في قوله تعالى:يُبَصَّرُونَهُمْ) } [المعارج: 11]. أي: يرونهم، يقول: يعرفونهم في مواطن ولا يعرفونهم في مواطن.

وقال الحسن: { فَلآ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ } يتعاطفون عليها كما كانوا يتعاطفون عليها في الدنيا، { وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } عليها أي: أن يحمل بعضهم عن بعض كما كانوا يتساءلون في الدنيا بأنسابهم، كما يقول الرجل: أسألك بالله وبالرحم.