{ ثَانِيَ عِطْفِهِ } أي: ثاني رقبته. تفسير مجاهد، يقول: هو معرض عن الله وعن رسوله ودينه. { لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ } أي: القتل { وَنُذِيقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَذَابَ الحَرِيقِ } أي: عذاب جهنم، أي: يحترق بالنار. وقال الكلبي: إنها نزلت في النضر بن الحارث فقتل، أحسبه قال: يوم بدر. قَالَ: { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }. قوله: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ } أي: على شك { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اِطْمَأَنَّ بِهِ } [يقول رضي به] { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } هذا المنافق إذا رأى في الإِسلام رخاء وطمأنينة طابت نفسه لما يصيبه من ذلك الرخاء، وقال: أنا منكم ومعكم، وإذا رأى في الإِسلام شدة أو بلية لم يصبر على بليتها، ولم يَرْجُ عاقبتها، { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } أي: كافراً. قال الله: { خَسِرَ الدُّنْيَا } أي: ذهبت عنه وزالت { وَالأخِرَةَ } أي: وخسر الآخرة فلم يكن له فيها نصيب. قال الله: { ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ }. قوله: { يَدْعُوا مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ } يعني الوثن { ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ البَعِيدُ }.