الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ } * { مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } * { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

قوله: { يَآأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ } يعني المشركين { إِنَّ الذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ } يعني الأوثان { لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ } أي: أن الذّباب يقع على تلك الأوثان، فينقر أعينها ووجوهها، فيسلبها ما أخذ من وجوهها وأعينها. وقال بعضهم: إنهم كانوا يطلونها بخَلُوق.

قال الله: { ضَعُفَ الطَّالِبُ } يعني الوثن { وَالْمَطْلُوبُ } أي: الذباب.

قوله: { مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي: ما عظّموا الله حقّ عظمته بأن عبدوا الأوثان من دونه التي إن سلبها الذباب الضعيف شيئاً لم تستطع أن تمتنع منه. { إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } أي: بقوته وعزته ذل من دونه.

قوله: { اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلآئِكَةِ رُسُلاً } أي: يختار من الملائكة رسلاً { وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }.

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي: من أمر الدنيا [إذا كانا في الآخرة] { وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } أي: يوم القيامة.

قوله: { يَآأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا } يعني الصلاة المكتوبة { وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ } أي: لا تعبدوا غيره { وَافْعَلُوا الخَيْرَ } أي: في وجهتكم { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي: لكي تفلحوا.