الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } * { ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ }

قوله: { الذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلآ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ } يقول: لما قال المسلمون لا إله إلا الله أنكرها المشركون وضاق بها إبليس وجنوده.

قال الحسن: والله ما سفكوا لهم من دم، ولا أخذوا لهم من مال، ولا قطعوا لهم من رحم، وإنما أخرجوهم لأنهم قالوا ربنا الله. كقوله:وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمُ إِلآ أَن يُّؤُمِنُوا بِاللهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ } [البروج: 8].

قوله: { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ } أي: يدفع عن المؤمنين بدينهم، ويدفع عن الكافرين بالمؤمنين. وقال بعضهم: يبتلي المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.

قوله: { لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ } قال مجاهد: صوامع الرهبان، وقال بعضهم: الصوامع للصابين، قوله: { وَبِيَعٌ } أي: وكنائس النصارى، { وَصَلَوَاتٌ } أي: صلوات اليهود، أي: كنائسهم. { وَمَسَاجِدُ } يعني مساجد المسلمين { يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً } يعني في المساجد.

قوله: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ } أي: ولينصرن الله من ينصر دينه، يعني النصر في الدنيا، والحجة في الآخرة. { إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } أي: قوي في سلطانه، عزيز في نقمته.

قوله: { الذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ } يعني أصحاب النبي عليه السلام. { أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ } أي: بعبادة الله { وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ } أي: عن عبادة الأوثان { وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } أي: إليه تصير الأمور. كقوله:إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [مريم: 40].