الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ }

قوله: { لَّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } قال مجاهد: الأجر في الآخرة والتجارة في الدنيا. وذلك أنهم كانوا يتبايعون في الموسم، فكانت لهم في ذلك منفعة. وقال في آية أخرى:لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } [البقرة: 198] أي: التجارة في الموسم.

قوله: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } وهي عشر ذي الحجة، آخرها يوم النحر. { عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ } أي: يسمّي إذا ذبح أو نحر. والأضحى ثلاثة أيام: يوم النحر ويومان بعده. ويوم النحر أفضلها.

وقال بعضهم: هذا بمكّة؛ الأضحى ثلاثة أيام، سعةً لمن لم يجد البُدن في يوم النحر، فوسّع لهم، فجعل الأضحى ثمَّ ثلاثة ايام. فأما بغير مكة، فالأضحى يوم النحر، وهو يوم واحد لا غير.

قوله: { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَآئِسَ الفَقِيرَ } قال مجاهد: الضعيف الفقير. وقال بعضهم: الفقير الذي به زمانة.

وذكروا عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أُطعِمُ البائس الفقير ثلثاً، والقانع والمعتر ثلثاً، وأهلي ثلثاً.

وذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه بعث بهدية مع علقمة فأمره أن يأكل هو وأصحابه ثلثاً، وأن يبعث إلى أهل عتبة بن مسعود ثلثاً، وأن يطعم المساكين ثلثاً.

وذكروا عن سعيد بن المسيب قال: ليس لصاحب البدنة إلا ربعها، وذكروا عن الحسن أنه قال: لا يطعم من الضحية إلا ربعها.

ذكروا عن ابن عمر أنه كان يقول: فكلوا منها وأطعموا منها، وأطعموا منها وكلوا منها سواء؛ لا بأس أن يطعم منها قبل أن يأكل.

ذكروا عن الحسن قال: هذه مقدمة مؤخرة: فكلوا منها وأطعموا منها، وأطعموا منها فكلوا؛ لا بأس أن يطعم قبل أن يأكل [وإن شاء لم يأكل].

ذكروا عن عائشة، ابنة سعد بن مالك، أن أباها كان يأكل من بدنته قبل أن يطعم.

ذكروا عن جابر بن عبد الله " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قِدر، فطبخت. فأكل هو وعلي من لحمها وحسوا من مرقها ".