الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }

قوله: { إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ } أي: الهدى، يعني المشركين { وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ } أي: ويصدّون عن المسجد الحرام { الذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ } أي: قِبلة ونسكاً. وقوله: { سَوَاءً العَاكِفُ فِيهِ } أي: الساكن فيه { وَالبَادِ }.

قال بعضهم: العاكف فيه أهل مكة، والبادي من يقصده، أي: ينتابه من الناس للحج والعمرة، وهما سواء في حرمه ومناسكه وحقوقه.

قوله: { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } أي: بشرك { نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }.

قال بعضهم: من لجأ إلى حرم الله ليعبد فيه غير الله عذّبه الله. تفسير الكلبي: الإِلحاد: الميل عن عبادة الله إلى الشرك.

قوله: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ } ذكروا عن ابن عباس أنه قال: موضع البيت [ربوة بيضاء حولها] حجارة موسومة حولها حرجة من سَمُر نابت. فهو قوله: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ } أي: أعلمناه { مَكَانَ البَيْتِ }.

قوله: { أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } أي: من عبادة الأوثان وقول الزور والمعاصي. ذكروا أن عائشة قالت: كسوة البيت على الأمراء، ولكن طيِّبوا البيت فإن ذلك من تطهيره.

قوله: { لِلطَّآئِفِينَ وَالقَآئِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (لِلطَّآئِفِينَ) يعني أهل الطواف، (والقَآئِمِينَ) يعني أهل مكة، (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) يعني أهل الصلاة يصلّون إليه.