الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } * { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ }

قوله تعالى: { وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } أي: من نار. يقمع رأسه بالمِقعة فتخرق رأسه فيُصبَّ فيه الحميم حتى يبلغ جوفه.

ذكر أن أبا العوام سادن بيت المقدس قرأ هذه الآية:عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدثر: 30] فقال [للقوم: ما تقولون؟] تسعة عشر ملكاً أو تسعة عشر ألف ملك. فقالوا: الله أعلم. فقال: هم تسعة عشر ملكاً، بيد كل ملك مرزبة من حديد لها شعبتان، فيضرب بها الضربة فيهوى بها سبعين ألف عام في النار.

قوله: { كُلَّمَآ أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا } قال الحسن: ترفعهم بلهبها فإذا كانوا في أعلاها قمعتهم الملائكة بمقامع من حديد من نار، فيهوون فيها سبعين خريفاً. قال الله: { وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ }.

وقوله: { إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً }. ذكروا عن سعيد بن المسيب أنه قال: ليس أحد من أهل الجنة إلا وفي يده ثلاثة أسورة: سوار من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ؛ وهو قوله:يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِن أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } وقال في آية أخرى:وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } [الإِنسان: 21].

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنّ الرجل من أهل الجنة إذا بدا سواره يغلب ضوءه على ضوء الشمس ".

قوله: { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } وقال في آية أخرى:وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } [الكهف: 31].

قوله: { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ } أي: إلى لا إله إلا الله، في تفسير الكلبي. وقال الحسن: إلى الإِيمان في الدنيا، وهو واحد. قال: { وَهُدُوا } أي: في الدنيا { إِلَى صِرَاطِ الحَمِيدِ } وهو الله. وهو كقوله:وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52] أي: إلى الجنةصِرَاطِ اللهِ } [الشورى: 53] أي: طريق الله الذي هدى به عباده المؤمنين إلى الجنة.