الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } * { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } * { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ }

قال عز وجل: { وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ } يعني أهل الكتاب.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة، واحدة في الجنة وسائرها في النار، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرها في النار ".

قوله عز وجل: { كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } يعني البعث.

قوله: { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } أي: لعمله { وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } أي: نكتب حسناته حتى نجازيه بها الجنة.

قوله عزّ وجل: { وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } أي: لا يتوبون. قال ابن عباس: إنهم لا يرجعون إلى الدنيا.

قوله: { حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } قد فسَّرناه في سورة الكهف. قال عزّ وجل: { وَهُم مِّنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } قال بعضهم: من كل أكمة ومن كل نجو يخرجون.

ذكروا أن عبد الله بن عمرو قال: إن الله عَزّ وجلّ خلق الملائكة والجن والإنس فجزأهم عشرة أجزاء، تسعة أجزاء منهم الملائكة، وجزء واحد الجن والإِنس، وجزأ الملائكة عشرة أجزاء؛ تسعة أجزاء منهم الكروبيون الذين يسبّحون الليل والنهار لا يفترون، وجزء واحد منهم لرسالته وما يشاء من أمره. وجزّأ الجن والإِنس عشرة أجزاء، تسعة أجزاء منهم الجن، وجزء واحد الإِنس؛ فلا يولد من الإِنس مولود إلا ولد من الجن تسعة. وجزأ الإِنس عشرة أجزاء؛ تسعة منهم ياجوج وماجوج، وسائرهم بنو آدم، يعني ما سوى ياجوج وماجوج من ولد آدم.

وكان الحسن يقول: الإِنس كلهم من عند آخرهم ولد آدم. والجن كلهم من عند آخرهم ولد إبليس.