الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } * { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } * { وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } * { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ }

قال الله عز وجل: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ } أي من ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر { وَكَذَلِكَ نُنجي المُؤمِنِينَ }.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دعوة ذي النون التي دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها مسلم ربه قط في شيء إلا استجاب الله له ".

قوله عز وجل: { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الوارِثِينَ } فاستجاب الله له.

قال الله عزّ وجلّ: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } قال بعضهم: كانت عاقراً فجعلها الله ولوداً. وقال بعضهم: كان في لسانها طول. ووهب له منها يحيى.

قال الله عز وجل { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ } أي: في الأعمال الصالحات { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً } أي: طمعاً { وَرَهَباً } أي: خوفاً { وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } [قال مجاهد: متواضعين].

قوله عز وجل: { وَالتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } أي: أحصنت جيب درعها أي: عن الفواحش { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا }. وذلك أن جبريل عليه السلام تناول بأصبعه جيبها فنفخ فيه فصار إلى بطنها فحملت. قال عزّ وجل: { وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } أي: أنها ولدته من غير رجل.

قوله عز وجل: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي: ملتكم ملة واحدة، أي: دين واحد، وهو الإِسلام. { وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }.