الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يٰإِبْرَاهِيمُ } * { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } * { فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوۤاْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

فـ { قَالُوا ءَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِئَالِهَتِنَا يَآإِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْألُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ }.

قال الحسن: إن كذِبَه في مكيدته إياهم موضوع عنه.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث الشفاعة حين يأتون آدم، ثم نوحاً، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، ثم محمداً صلى الله عليه وسلم، فذكر ما يقول كل نبيّ منهم. فذكر في قول إبراهيم حين سألوه أن يشفع لهم: إني لست هناكم. ويذكر ثلاث كذبات. قوله: { إني سقيم } ، وقوله: { فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذَا } ، وقوله لامرأته سارّة إن سألوك فقولي: إنه أخي.

وهذا ليس من قول المسلمين، وهذه رواية ليس بالمجتمع عليها. والكذب منفي عن خليل الرحمن. وأما قوله: { إِنِّي سَقِيمٌ } فممّا يعملون من المعاصي، وقد أمرهم بغير ذلك، مثل ما يقول القائل: أسقمني هذا الكلام إذا فعل خلاف ما أمره به. وأما قوله لامرأته سارّة: إن سألوك فقولي إنه أخي، فهي أخته في الدين، وهي أيضاً أخته لأنها ابنة آدم، وهو ابن آدم. وأما قوله: { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذَا } ، فتوبيخ، ولا يقع الكذب في التوبيخ. فهذا أولى التأويل بالنبي عليه السلام مما أوردت الرواة إنه كذب ثلاث كذبات.