الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } * { قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ }

قوله: { بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلآءِ وءابَآءَهُمْ } يعني قريشاً { حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ العُمُرُ } أي: لم يأتهم رسول حتى جاءهم محمد عليه السلام.

{ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا }. قال ابن عباس: موت فقهائها وعلمائها. ذكر بعضهم قال: موت عالم أحب إلى إبليس من موت ألف عابد.

وقال الحسن: (نَنقُصُهَا مِن أَطْرَافِهَا) بالفتوح على النبي صلى الله عليه وسلم أرضاً فأرضاً. ألا تسمعه يقول: { أَفَهُمُ الغَالِبُونَ } أي: ليسوا بالغالبين، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الغالب.

وقال الحسن: إن الله يبعث قبل يوم القيامة ناراً تطرد الناس من أطراف الأرض إلى الشام، تنزل معهم إذا نزلوا، وترحل معهم إذا رحلوا، فتقوم عليهم القيامة بالشام، وهو قوله: { نَنقُصُهَا مِن أطْرَافِهَا }.

قوله عز وجل: { قُلِ إِنَّمَا أُنْذِرُكُم بِالوَحْيِ } أي: بالقرآن، أي أنذركم به عذاب الدنيا والآخرة، يعني المشركين. قوله عز وجل: { وَلاَ يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ } الصمُّ ها هنا الكفار، صمّوا عن الهدى.