الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } * { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِيۤ إِلَيْهِ أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ } * { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } * { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }

قوله عز وجل: { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } أي: لا يُسأل عما يَفعل بعباده، وهم يُسألون عن أعمالهم.

قوله عز وجل: { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ ءَالِهَةٌ } وهذا وأشباهه استفهام على معرفة. { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } أي: بيّنتكم، في تفسير مجاهد. وقال الحسن: حجّتكم على ما تقولون إن الله أمركم أن تتخذوا من دونه آلهة. أي: ليس عندكم بذلك بيّنة ولا حجّة.

قوله عز وجل: { هذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ } يعني القرآن، يعني ما فيه من الحلال والحرام { وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي } من أخبار الأمم السالفة وأعمالهم، يعني من أهلك الله من الأمم ومن نجّى من المؤمنين، ليس فيه اتخاذ آلهة دون الله. { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الحَقَّ فَهم مُّعْرِضُونَ } يعني بقوله: (أَكْثَرُهُمْ) يعني جماعتهم، وقوله عزّ وجلّ: { فَهُم مُّعْرِضُونَ } أي: عن القرآن.

قال عز وجل: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لآ إلهَ إِلآ أَنَا فَاعْبُدُونِ } أي: لا تعبدوا غيري، بذلك أرسل الرسل جميعاً.

قوله عز وجل: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً } قال بعضهم: قالت اليهود: إن الله تبارك وتعالى صاهر الجن فكانت من بينهم الملائكة.

قال الله عز وجل: { سُبْحَانَهُ } ينزّه نفسه عما يقولون. { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } يعني الملائكة، هم كرام على الله. { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ } فيقولون شيئاً لم يقبلوه عن الله { وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِم } من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي: من أمر الدنيا إذا كانت الآخرة. [وقال بعضهم: يعني يعلم ما كان قبل خلق الملائكة وما كان بعد خلقهم]. { وَلاَ يَشْفَعُونَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى } أي: لمن رضي عنه { وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } أي: خائفون.