الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ } * { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ ٱلْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهْلَكْنَا ٱلْمُسْرفِينَ } * { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ } * { فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ }

قوله عزّ وجل: { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأكُلُونَ الطَّعَامَ } يعني النبيين. ولكن جعلناهم جسداً يأكلون الطعام. وقد قال المشركون:مَالِ هَذا الرَّسُولِ يَأكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ } [الفرقان: 7].

قوله عز وجل: { وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ } أي ما كانوا يخلدون في الدنيا لا يموتون.

قوله عز وجل: { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الوَعْدَ } كانت الرسل تحذّر قومَها عذاب الله في الدنيا وعذابه في الآخرة إن لم يؤمنوا، فلما لم يؤمنوا صدَق الله رسلَه الوعدَ فأنزل العذاب على قومهم.

قال: { فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَآءُ } يعني النبي والمؤمنين { وَأَهْلَكْنَا المُسْرِفِينَ } يعني المشركين.

قوله تعالى: { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً } أي القرآن { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي: فيه شرفكم، يعني قريشاً، أي لمن آمن به { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يقوله للمشركين.

قوله عز وجل: { وَكَمْ قَصَمْنَا } أي: أهلكنا { مِن قَرْيَةٍ كَانَت ظَالِمَةً } أي مشركة، يعني أهلها. { وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا } أي وخلقنا بعدها { قَوْماً ءَاخَرِينَ }.

قال عز وجل: { فَلَمَّآ أَحَسُّوا بَأْسَنَآ } أي عذابنا، يعني قبل أن يُهلكوا، رجع إلى قصة من أهلك { إِذَا هُم مِّنْهَا } أي: من القرية { يَرْكُضُونَ } أي: يفرون من العذاب حين جاءهم.