الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } * { كَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً } * { مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً } * { خَالِدِينَ فِيهِ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً }

قوله: { إِنَّمَآ إِلهُكُمُ اللهُ الذِي لآ إلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } أي: ملأ كل شيء علماً، أي لا يكون شيء إلا بعلم الله.

قوله عز وجل: { كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِن أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ } أي: من أخبار ما قد مضى. { وَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ } أي: أعطيناك { مِن لَّدُنَّا } أي: من عندنا { ذِكْراً } يعني القرآن؛ { مِّن أَعْرَضَ عَنْهُ } أي عن القرآن ولم يؤمن به { فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وزْراً } قال مجاهد: إثماً. { خَالِدِينَ فِيهِ } قال الحسن: في ثواب ذلك الوزر، وهو النار. { وَسَآءَ لَهُمْ } أي وبئس لهم { يَوْمَ القِيَامَةِ حِمْلاً } أي: ما يحملون على ظهورهم من الوزر. وهو قوله:وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } [الأنعام: 31].

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة بعث الله مع كل امرئ عمله؛ بعث مع المؤمن عمله في أحسن صورة رآها قط، أحسنه حسناً، وأجمله جمالاً، وأطيبه ريحاً. لا يرى شيئاً يخافه، ولا شيئاً يروعه إلا قال: لا تخف وأبشر بالذي يسرّك، لا والله ما أنت الذي يُراد، ولا أنت الذي يُعنى. فإذا قال له ذلك مراراً قال له: من أنت، أصلحك الله؟ والله ما رأيت أحسن منك وجهاً، ولا أطيب منك ريحاً، ولا أحسن منك لفظاً. فيقول له: أتعجب من حسني؟ فيقول: نعم. فيقول: إني والله عملك. إن عملك والله كان حسناً. إنك كنت تحملني في الدنيا على ثقلي. وإني والله لأحملنَّك اليوم، فيحمله. " وإنها التي يقول:وَيُنَجِّي اللهُ الذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [الزمر: 61].

قال: ويبعث مع الكافر عمله في أقبح صورة رآها قط، أقبحه قبحاً، وأنتنه ريحاً، وأسوأه منظراً. لا يرى شيئاً يخافه ولا يروعه إلا قال له: يا خبيث، أبشر بالذي يسوءك. أنت والله الذي يُراد، والذي يُعنى. فإذا قال له ذلك مراراً قال له: أعوذ بالله منك، والله ما رأيت أحداً أسوأ منك لفظاً، ولا أقبح منك وجهاً، ولا أنتن منك ريحاً. فيقول له: أتعجب مني؟ فيقول: نعم، فيقول: أنا والله عملك الخبيث، إن عملك والله كان قبيحاً. إنك كنت تركبني في الدنيا، وإني والله لأركبنّك اليوم. وإنها التي يقول الله:وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } [الأنعام: 31].