الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَا فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } * { إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ } * { وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ } * { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ } * { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ }

{ قَالُوا لَن نُّؤثِرَكَ عَلَى مَا جَآءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالذِي فَطَرَنا } أي: ولا على الذي فطرنا أي خلقنا. { فَاقْضِ مَآ أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَياةَ الدُّنْيَآ إِنَّآ ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي: خير مما تدعونا إليه، وخير منك يا فرعون.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء ".

قوله: { إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجْرِماً } أي: مشركاً { فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى وَمَن يَأْتِهِ مُؤمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى } قد فسّرنا الدّرجات في الجنة في غير هذا الموضع.

قوله: { جَنَّاتُ عَدْنٍ } قد فسّرناه في سورة مريم { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } وقد فسّرنا الأنهار أيضاً. { خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون فيها ولا يخرجون منها. { وَذَلِكَ جَزَآءُ مَنْ تَزَكَّى }. أي من آمن. وقال بعضهم: من عمل صالحاً.

قوله: { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي } أي: ليلاً { فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي البَحْرِ يَبَساً }.

قال الحسن: أتاه جبريل على فرس فأمره، فضرب البحر بعصاه، فصار طريقاً يبساً. قال بعضهم: بلغنا أنه صار اثني عشر طريقاً، لكل سبط طريق.

قوله عز وجل: { لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَى } أي لا تخاف أن يدركك فرعون من بعدك، ولا تخشى الغرق أمامك.