{ قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى فَلنَأتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلآ أَنْتَ مَكَاناً سُوىً } قال مجاهد: مكاناً منصفاً بينهم. وقال بعضهم: مكاناً عدلاً. { قَالَ: مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ } أي: يوم واعدوه فيه. وقال الحسن: يوم عيد كان لهم، يجتمعون فيه ضحى. قال: { وَأَن يُّحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً } قال بعضهم: أي نهاراً. قوله تعالى: { فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ } يعني ما جمع من سحرة. { ثُمَّ أَتَى } ثم جاء. { قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ } قال الحسن: فيستأصلكم بعذاب { وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى }. قوله عز وجل: { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى }. قالت السحرة عند ذلك: إن كان هذا الرجل ساحراً فسنغلبه، وإن كان من السماء، كما زعم، فإن له الأمر. قوله تعالى: { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُّخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى }. قال بعضهم: كانت طريقتهم المثلى يومئذ [أن] بني إسرائيل كانوا أكثر القوم عدداً وأموالاً، فقال فرعون: إنما يريدان أن يذهبا بهم لأنفسهما. وقال الحسن: ويذهبا بعيشكم الأمثل: يعني بني إسرائيل. وكان بنو إسرائيل في القبط بمنزلة أهل الجزية فينا يأخذون منهم الخراج ويستعبدونهم.