الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ } * { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ } * { كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ }

قوله عز وجل { قَالَ فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى } إن موسى دعا فرعون إلى الإِيمان بالبعث فقال له فرعون: فما بال القرون الأولى قد هلكت فلم تبعث.

{ قَالَ } موسى: { عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } أي لا يضله فيذهب، ولا ينسى ما فيه. وقال بعضهم: { فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى } أي: أعمال القرون الأولى { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي } ذلك الكتاب { وَلاَ يَنسَى } أي علم أعمالها وآجالها.

ذكروا أن فرعون قال: يا هامان، إن موسى يعرض عليَّ أن لي ملكي في حياتي، ولي الجنة إذا متّ. فقال له هامان: بينما أنت إِله تُعبَد إذ صرت عبداً يَعْبُد. فردّه عن رأيه.

قوله عز وجل: { الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً } وهو مثل قوله تعالى:جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ بِسَاطاً } [نوح: 19] وفراشاً. قوله: { وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي: وجعل لكم فيها طرقاً.

{ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى } أي: مختلفة في لونه وطعمه. وكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج. قال: فالذي ينبت هذه الأزواج الشتى قادر على أن يبعثكم بعد الموت.

قوله تعالى: { كُلُوا وَارْعَوا أَنْعَامَكُمْ } أي من ذلك النبات { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَاتٍ لأُولِي النُّهَى } أي: لأولي العقول، في تفسير الحسن. وقال بعضهم: لأولي الورع.