قوله عز وجل { قَالَ فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى } إن موسى دعا فرعون إلى الإِيمان بالبعث فقال له فرعون: فما بال القرون الأولى قد هلكت فلم تبعث. { قَالَ } موسى: { عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } أي لا يضله فيذهب، ولا ينسى ما فيه. وقال بعضهم: { فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى } أي: أعمال القرون الأولى { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي } ذلك الكتاب { وَلاَ يَنسَى } أي علم أعمالها وآجالها. ذكروا أن فرعون قال: يا هامان، إن موسى يعرض عليَّ أن لي ملكي في حياتي، ولي الجنة إذا متّ. فقال له هامان: بينما أنت إِله تُعبَد إذ صرت عبداً يَعْبُد. فردّه عن رأيه. قوله عز وجل: { الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً } وهو مثل قوله تعالى:{ جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ بِسَاطاً } [نوح: 19] وفراشاً. قوله: { وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي: وجعل لكم فيها طرقاً. { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى } أي: مختلفة في لونه وطعمه. وكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج. قال: فالذي ينبت هذه الأزواج الشتى قادر على أن يبعثكم بعد الموت. قوله تعالى: { كُلُوا وَارْعَوا أَنْعَامَكُمْ } أي من ذلك النبات { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَاتٍ لأُولِي النُّهَى } أي: لأولي العقول، في تفسير الحسن. وقال بعضهم: لأولي الورع.