الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } * { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ } * { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } * { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } * { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ }

{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } أي: كفر { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } قال بعضهم: كَنِّياه. [فكنَّيَاه] بأبي مصعب. { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } قال بعضهم الألف ها هنا صلة، يقول: لعله يتذكر ويخشى.

{ قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ } أي أن يعجل علينا بالعقوبة { أَوْ أَن يَطْغَى } فيقتلنا.

{ قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى } أي: فإنه ليس بالذي يصل إلى قتلكما حتى تبلغا عني الرسالة.

{ فَأْتِيَاهُ فَقُولآ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } وكان بنو إسرائيل عند القبط بمنزلة أهل الجزية فينا.

قوله: { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } قال الحسن: العصا واليد { وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى }. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كتب إلى المشركين كتب: { السَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى }.

قوله عز وجل: { إِنَّا قَدْ أوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ العَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }. أي: كذب بآيات الله وتولى عن طاعة الله.

{ قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَامُوسَى قَالَ رَبُّنَا الذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ } قال الحسن: صلاحه وقوته الذي يقوم به ويعيش به. { ثُمَّ هَدَى } يقول: ثم هداه له حتى أخذه.

وقال مجاهد: سوى خلق كل دابة ثم هداها لما يصلحها وعلمها إياه. وقال الكلبي: أعطاه شكله من نحوه. أعطى الرجل المرأة، والجمل الناقة، والذكر الأنثى، ثم هدى، أي عرّفه كيف يأتيها.

ذكروا عن الحسن أنه قرأ:صُنْعَ اللهِ الذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } [النمل: 88] ثم قال: ألم تر إلى كل دابة كيف تتقي عن نفسها.