قوله عزّ وجلّ: { وَأمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ } وأهله في هذا الموضع أمته. { وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً } أي لا نسألك على ما أعطيناك من النبوة رزقاً. وتفسير الحسن في ذلك في التي في والذاريات: " مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ " [الذاريات: 57] أي: أن يرزقوا أنفسهم. قال بعضهم: فإن كانت هذه عند الحسن مثلها فهو لا نسألك رزقاً أي: أنت ترزق نفسك. وهذا أعجب إليّ. { نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } أي: لأهل التقوى، والعاقبة الجنة. كقوله عزّ وجلّ:{ وَالأَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } [الزخرف: 35]. قوله عز وجل: { وَقَالُوا لَوْلاَ } أي: هلا { يَأتِينَا بآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ } قال الله عز وجل: { أَوَلَمْ تَأتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى } أي: في التوراة والإِنجيل. كقوله عزّ وجلّ:{ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ } [الأعراف: 157]. قوله عز وجل: { وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّنْ قَبْلِهِ } أي من قبل القرآن { لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } أي هلا أرسلت إلينا رسولاً { فَنَتَّبِعَ ءَايَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى } في العذاب. قال الله عز وجل للنبي عليه السلام: { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ } أي: نحن وأنتم. كان المشركون يتربّصون بالنبي عليه السلام الموت، وكان النبي عليه السلام يتربّص بهم أن يأتيهم العذاب. قال الله عز وجل: { فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ } أي الطريق السويّ، أي العدل المستقيم إلى الجنة، وهو الإِسلام { وَمَنِ اهْتَدَى } أي: فستعلمون أن النبي عليه السلام والمؤمنين كانوا على الصراط السوي وهو طريق الجنة، وأنهم ماتوا على الهدى.