الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } * { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ }

قوله عزّ وجلّ: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } قال الحسن: ألا يعذب هذه الأمة بعذاب الاستئصال إلا بالساعة، يعني النفخة الأولى { لَكَانَ لِزَاماً } أي: أخذاً بالعذاب، أي: يُلزَمون عقوبة كفرهم [فأهلكوا جميعاً لجحودهم ما جاء به النبي عليه السلام] وفي الآخرة [وَأَجَلٌ مُسَمّىً] أي: الساعة. وهذا من مقاديم الكلام. يقول: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } وأَجَلٌ مُّسَمّى لكان لزاماً.

قوله عزّ وجلّ: { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } من قولهم إنك ساحر وإنك شاعر، وإنك مجنون، وإنك كاهن، وإنك كاذب { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوع الشَّمْسِ } يعني صلاة الصبح { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } أي الظهر والعصر { وَمِنْ ءَانَآءِ اللَّيْلِ } يعني المغرب والعشاء { فَسَبِّحْ }. وقال بعضهم: { وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ } أي: ساعات الليل { وَأَطْرَافَ النَّهَارِ } قال الحسن: يعني التطوّع.

وذكروا عن الحسن في قوله عز وجل: { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ } ما بين صلاة الصبح وصلاة العصروَزُلفاً مِنَ الَّيْلِ } [هود: 114] أي: المغرب والعشاء.

قوله عز وجل: { لَعَلَّكَ تَرْضَى } أي ثواب عملك في الآخرة.

وقال الحسن: { لَعَلَّكَ تَرْضَى } أي: فإنك سترضى ثواب عملك. وهي تقرأ على وجه آخر: { لَعَلَّكَ تُرْضَى } أي: تُرضى في الآخرة بثواب عملك. أي: يرضيك الله بالثواب.