قوله عزّ وجلّ: { وَكَذلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ } أي: من يعمل كذا فله كذا، فذكره في هذه السورة، ثم في سورة أخرى: { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِث لَهُمْ ذِكْراً } أي: القرآن. وهي تقرأ بالياء والتاء. فمن قرأها بالياء فهو يقول: (أَوْ يُحدِثُ لَهُمُ القُرْآن ذِكْراً) أي: جدّاً وورعاً. ومن قرأها بالتاء فهو يقول: أو تحدث لهم يا محمد ذكراً. قوله: { فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ }. تعالى من باب العلو، أي: ارتفع الله الملك الحق، والحق اسم من أسماء الله. { وَلاَ تَعْجَلْ بِالقُرْءَانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } أي بيانه. وقال الحسن: (وَحْيُهُ) أي فرائضه وحدوده وأحكامه، وحلاله وحرامه. وكان النبي عليه السلام إذا نزل عليه الوحي جعل يقرأه ويذيب فيه نفسه مخافة أن ينساه. فأنزل الله:{ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [القيامة: 16-17] أي: نحن نحفظه عليك فلا تنسى. قال الله:{ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إِلاَّ مَا شَآءَ اللهُ } [الأعلى: 6-7] وهو قوله:{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } [البقرة: 106] أي: ينسيها نبيَّه عليه السلام، قال تعالى:{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } [القيامة: 18]. أي: فرائضه وحدوده والعمل به. وقال مجاهد: { وَلاَ تَعْجَلْ بِالقُرْءَانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } أي: لا تتله على أحد حتى نتمّه لك. قال عزّ وجلّ: { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْما }. قوله عزّ وجلّ { وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِنْ قَبْلُ } يعني ما أمر به ألاَّ يأكل من الشجرة. { فَنَسِيَ } يعني: فترك العهد، يقول: فترك ما أمِر به. { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } أي: صبراً.