الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } * { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } * { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً }

قوله عزّ وجلّ: { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } أي التوحيد والعمل بالفرائض. وهو كقوله عز وجل:يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلآئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقَالَ صَوَاباً } [النبأ: 38] أي التوحيد. والكفار ليست لهم شفاعة، لا يشفع لهم، كقوله عز وجل:وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى } [الأنبياء: 28].

قوله عز وجل: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي: من أمر الدنيا إذا صاروا في الآخرة. { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } أي: ويعلم ما لا يحيطون به علماً. وهو تبع للكلام الأول، أي: ويعلم ما لا يحيطون به علماً، أي: ما لا يعلمون.

قوله عز وجل: { وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ } أي: وذلّت الوجوه للحيّ القيّوم وتفسير القيّوم: القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجزيها بعملها.

قوله عزّ وجلّ: { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } أي: من مشرك ومن منافق؛ أي: خاب من حمل شركاً، وخاب من حمل نفاقاً. وهو ظلم دون ظلم وظلم فوق ظلم.

قوله عزّ وجلّ: { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } أي: لا يجزى بالعمل الصالح في الآخرة إلا المؤمن، ويجزى به الكافر في الدنيا.

{ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً } أي يزاد عليه في سيئاته من تفسير الحسن. وقال بعضهم: { فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً } أي: أن يحمل عليه من ذنب غيره. { وَلاَ هَضْماً } أي: ولا ينقص من حسناته.