قوله: { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا } يعني تهوَّدوا { وَالنَّصَارَى } يعني تنصَّروا. وقال في آية أخرى:{ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى } [المائدة:14] وإنما سمّوا نصارى لأنهم كانوا بقرية تسمى ناصرة، في تفسير بعضهم. { وَالصَّابِئِينَ } هم قوم يقرأون الزبور ويعبدون الملائكة. وقال مجاهد: قوم بين اليهود والمجوس، لا دين لهم. قوله: { مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } يعني الجنة عند ربهم { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } أي في الآخرة { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } أي على الدنيا. يعني من آمن بمحمد وعمل بشرائعه. والإِيمان بمحمد أنه رسول الله إيمان بالله. قوله: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ } والطور الجبل. { خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُم } أي ما أعطيناكم { بِقُوَّةٍ } أي بجِدّ. قال بعض المفسّرين: جبل كانوا بأصله. فاقتلع الجبل من أصله فأشرف عليهم به. فقال: لتأخذُنّ أمري أو لأرمينّكم به. وفي تفسير بعضهم: لأرمينّكم به فلأقتلنّكم. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. قوله: { وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ } أي ما في الكتاب، يعني التوراة، أي احفظوا ما فيه [واعملوا به] { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أي لكي تتقوا. ففعلوا.