الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }

قوله: { ذََلِكَ الْكِتَابُ } أي هذا الكتاب { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي لا شك فيه. { هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ } يعني بياناً للمتَّقين الذين يتَّقون الشّرك؛ يهتدون به إلى الجنة. وبلغنا عن ابن مسعود أنه كان يقرأها: (لاَ شَكَّ فِيهِ).

{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } أي: الذين يصدِّقون بالبَعثِ وبالحساب وبالجنة وبالنار، وكل هذا غُيِّب عنهم.

قوله: { وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ }. يقول: ويقيمون الصلواتِ الخمسَ المفروضةَ عليهم، يحافظون على وضوئها ومواقيتها، وركوعها وسجودها على ما سنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كل صلاة منها.

قوله: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } يعني الزَّكاة المفروضة على ما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهب والفضة، والإِبل والبقر والغنم، والبر والشعير، والتمر والزبيب. وفي قول الحسن وغيره من أصحابنا: وما سوى ذلك فليس فيه زكاة حتى يُباع فتكون فيه زكاة الأموال، يُزكِّيه مع ماله إِذا زكَّى إن كان له مال. وبعض أصحابنا يجعل الذُّرة مع البر والشعير. وقد فسَّرنا ذلك في أحاديث الزكاة.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " السنة سنتان، وما سوى ذلك فريضة: سنة في فريضة، الأخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة ".