قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ } أي ولا صداقة إلا للمتقين. وهو مثل قوله:{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67] والأخلاء من باب الخليل. قوله: { وَلاَ شَفَاعَةٌ } أي للكافرين { وَالكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } أي لأنفسهم، وهو كفر دون كفر وكفر فوق كفر. قوله: { اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ } قال الحسن: الله والرحمن اسمان ممنوعان لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما. قوله: الحيّ القيّوم، أي القائم على كل نفس. قال الحسن: القائم على كل نفس بكسبها، يحفظ عليها عملها حتى يجازيها به. ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ هذا الحرف: الحيُّ القَيَّامُ، وهو من باب الفيعال، والقيّوم الفيعول. قوله: { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ }. قال بعضهم: كسل، وقال بعضهم: فترة. { وَلاَ نَوْمٌ }. قال الحسن: السِّنَة النعاس، والنوم النوم الغالب. { لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } أي: لا أحد. وهو مثل قوله:{ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى } [الأنبياء:28]. وكقوله:{ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } [يونس:3]. قوله: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }. قال الحسن: أول أعمالهم وآخرها. وقال بعضهم: ما بين أيديهم من أمر الآخرة، وما خلفهم من أمر الدنيا، أي: إذا صاروا في الآخرة. قوله: { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ } أي ما أعلم الأنبياءَ من الوحي. { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ }. ذكر بعضهم أن الكرسي عماد الشيء وقوامه، ولا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه. وقال بعضهم: وسع كرسيّه السموات والأرض أي: ملأ كرسيّه السماوات والأرض. قوله: { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا }. قال مجاهد: أي لا يثقل عليه حفظهما { وَهُوَ العَلِيُّ } قال الحسن: لا شيء أعلى منه. { العَظِيمُ } الذي لا منتهى له ولا قدر ولا حدّ. ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتفكروا في الله وتفكروا فيما خلق ". ذكروا عن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوماً: " أي القرآن أعظم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: سورة البقرة. قال: أتدرون أيها أعظم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ... إلى آخر الآية ". ذكروا عن ابن عباس أنه قال: أشرف سورة في القرآن سورة البقرة قيل له: أيها أعظم؟ قال: آية الكرسي.