الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً } * { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً }

قوله: { قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ } أي: هذا الذي يموت على ضلالته { فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدّاً } [هذا دعاء] أي: مدّ له الرحمن مداً. أمر الله النبي عليه السلام أن يدعو بهذا. وقال مجاهد: فيدعه الرحمن في طغيانه.

قال تعالى: { حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا العَذَابَ } في الدنيا قبل عذاب الآخرة { وَإِمَّا السَّاعَةَ } وإما عذابه في الآخرة، وهو العذاب الأكبر. ولم يبعث الله نبياً إلا وهو يحذر أمته عذاب الله في الدنيا وعذابه في الآخرة إن لم يؤمنوا. قال تعالى: { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً } أي: في النصرة والمنعة. أي: ليس لهم أحد يمنعهم من عذاب الله.

قوله تعالى: { وَيَزِيدُ اللهُ الذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً } أي: إيماناً { وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ } قال الحسن: الفرائض.

وقال ابن عباس: الصلوات الخمس وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

وقال علي بن أبي طالب: الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه يوماً: " خذوا جُنَّتكم [قالوا: يا رسول الله، أمن عدوّ حضر؟ قال: خذوا جنتكم] من النار. قالوا: يا رسول الله، وما جُنّتنا؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدِّمات ومجنِّبات ومعقِّبات وهن الباقيات الصالحات ".

قوله تعالى: { خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً } أي: أجراً في الآخرة { وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } أي: خير عاقبة من أعمال الكفار.