الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } * { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }

قوله تعالى: { تِلْكَ الجَنَّةُ } أي التي وصف { التِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً }. ذكر بعضهم قال: إن الله تبارك وتعالى قال: ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم.

قوله: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } قال بعضهم: هذا قول جبريل عليه السلام. احتبس عن النبي عليه السلام في بعض الوحي، فقال نبي الله عليه السلام: " ما جئت حتى اشتقت إليك " فقال جبريل: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ }.

{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من أمر الآخرة. { وَمَا خَلْفَنَا } أي من أمر الدنيا، أي: إذا كنا في الآخرة { وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } من أمر الدنيا والآخرة. وقال الكلبي: هو البرزخ، يعني ما بين النفختين. قوله: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } ولكن الأمر إليه ليس إلينا.

{ رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } قال الحسن: أي: لما فرض عليك. قوله: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } أي: هل تعلم له عدلاً، أي من قبل المساماة.

ذكروا عن الحسن قال: الله والرحمن اسمان ممنوعان لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلها. وقوله: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } على الاستفهام أي: إنك لا تعلمه. أي: لا سمي يخلق كخلقه، ويرزق كرزقه. وهو من باب المساماة.