{ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } أي: دعاء لا رياء فيه، في تفسير الحسن. وقال قتادة: خفياً: سرّاً. { قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي } أي: ضعفت العظام مني، في تفسير قتادة. وقال الحسن: ضعف. قال يحيى: ضعف العظم مني: رقّ. قال: { وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَم أَكُن بِدُعَائِكَ } أي: لم أكن بدعائي إياك { رَبِّ شَقِيّاً }. يقول: لم أزل بدعائك سعيداً لم تردده عليّ. وقال الكلبي: لم يكن دعائي مما يخيب عندك. قوله: { وَإِنِّي خِفْتُ المَوَالِيَ } أي الورثة من بعدي، يعني العصبة وهو تفسير السدي، الذين يرثون ماله. فأراد أن يكون من صلبه من يرث نبوّته في تفسير قتادة، ويرث ماله. وتفسير الحسن: يرث علمه ونبوّته. سعيد قال قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثة ". وحدثنا المبارك بن فضالة والحسن بن دينار عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثة ". قوله: { وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً } أي: لا تلد { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } ملكَهم وسلطانَهم. كانت امرأة زكرياء من ولد يعقوب؛ ليس يعني يعقوب الأكبر، إنما يعني يعقوب دونه. { وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً }. فأوحى الله إليه: { يَازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى } أي: أحياه الله بالإِيمان. قوله: { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } أي: لم نسمّ به أحداً قبله يحيى. وقال ابن عباس: لم تلد العواقر مثله، يقول: سمياً يساميه، [أي] نظيراً له في ذلك.