الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَـٰكِنِ ٱلظَّالِمُونَ ٱلْيَوْمَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

قوله: { فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.

قال بعضهم: ذكر لنا أن عيسى لما رُفع انتخبت بنو إسرائيل أربعة من فقهائهم فقالوا للأول: ما تقول في عيسى؟ قال: هو الله، هبط إلى الأرض فخلق ما خلق، وأحيى ما أحيى، ثم صعد إلى السماء. فتابعه على ذلك أناس من الناس. فكانت اليعقوبية من النصارى. فقال الثلاثة الآخرون: نشهد أنك كاذب. فقالوا للثاني: ما تقول في عيسى؟ قال: هو ابن الله. فتابعه على ذلك أناس من الناس، فكانت النسطورية من النصارى. فقال الاثنان: نشهد أنك كاذب. فقالوا للثالث: ما تقول في عيسى؟ فقال: هو إله، وأمه إله، والله إله. فتابعه أناس من الناس، فكانت الإسرائيلية من النصارى. فقال الرابع: أشهد أنك كاذب، أشهد أنك كاذب، ولكنه عبد الله ورسوله، من كلمة الله وروحه. فاختصم القوم؛ فقال المسلم: أناشدكم الله، هل تعلمون أن عيسى كان يأكل الطعام وأن الله لا يطعم الطعام؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال: هل تعلمون أن عيسى كان ينام، وأن الله لا ينام؟ قالوا: اللهم نعم، فخصمهم المسلم، فاقتتل القوم. فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون، فأنزل الله تعالى:إِنَّ الذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّيْنَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الذِينَ يَأمُرُونَ بِالقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [آل عمران: 21]. قال تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.

قوله: { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأتُونَنَا } أي يوم القيامة، أي: ما أسمعهم يومئذ وما أبصرهم! أي: سمعوا حين لم ينفعهم السمع، وأبصروا حين لم ينفعهم البصر. قال تعالى: { لَكِنِ الظَّالِمُونَ } يعني المشركين والمنافقين { الْيَوْمَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }.