الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } * { قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً } * { فَحَمَلَتْهُ فَٱنْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً } * { فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ قَالَتْ يٰلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً }

{ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } أي من أين يكون لي غلام. وقال بعضهم: كيف يكون لي غلام { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } أي: ولم أك زانية. { قَالَ: كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } أن أخلقه { وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا } أي: لمن قبل دينه. قال: { وَكَانَ أَمْرَاً مَقْضِيّاً } أي: كائناً. [قال بعضهم: يعني كان عيسى أمراً من الله مكتوباً في اللوح المحفوظ أنه يكون. فأخذ جبريل جيبها بأصبعه فنفخ فيه فسار إلى بطنها فحملت.

قال تعالى: { فَحَمَلَتْهُ } قال الحسن: تسعة أشهر في بطنها. وقال بعضهم في قوله: { فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً } أي: سترة من الأرض بينها وبينهم. { فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً } أي منتحياً. أي: انفردت به مكاناً شاسعاً منتحياً.

{ فَأَجَآءَهَا المَخَاضُ } قال مجاهد: فألجأها المخاض { إِلى جِذْعِ النَّخلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا } قال الحسن: مما خشيت من الفضيحة. { وَكُنْتُ نَسْياً } لا أذكر { مَّنْسِيّاً } أي: لم أذكر.

وقال بعضهم: شيئاً لا يعرف ولا يذكر. وذكر بعضهم فقال: حيضة نسيتها. وقال بعضهم: المرأة النسوء. وقال الكلبي: { نِسْياً مَّنْسِيّاً } قال القوم ينزلون المنزل ثم يرحلون فينسون الشيء، فيسمّى ذلك الشيء النسيَ.