الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } * { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } * { قَالَتْ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } * { قَالَ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً }

قوله: { وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ } يقول للنبي عليه السلام: اقرأ عليهم أمر مريم { إِذِ انْتَبَذَتْ } يعني إذ انفردت { مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَا رُوحَنَا } يعني جبريل { فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } أي سوي الخلق. أرسل إليها جبريل في صورة آدمي.

وقال الكلبي: كان زكرياء كفل مريم، وكانت أختها تحته. وكانت تكون في المحراب. فلما أدركت كانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله، إلى أختها. فإذا طهرت رجعت إلى المحراب. فطهرت مرة، فلما فرغت من غسلها قعدت في مشرقة في ناحية الدار وعلّقت عليها ثوباً سترة. فجاء جبريل إليها في ذلك الموضع. فلما رأته { قَالَتْ } له: { إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً } أي: إن كنت لله تقياً فاجتنبني. { قَالَ } يعني جبريل قال: { إِنَّمَآ أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً } أي: صالحاً.