قوله: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ المِحْرَابِ } قال الحسن: من المسجد { فَأَوْحَى إِلَيْهِمُ } أي: أومأ إليهم. وقال مجاهد: أشار إليهم { أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } قال الحسن: أي: صلوا لله بالغداة والعشي. قوله: { يَايَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ } أي: بجدّ. { وَءَاتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيّاً } أي: الفهم والعقل. وبلغنا أنه كان في صغره يقول له الصبيان: يا يحيى تعال نلعب؛ فيقول: ليس للعب خُلِقنا. قوله: { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا }. قال مجاهد: تعطُّفاً عليه من ربه. وقال الحسن وقتادة: الحنان الرحمة، وهو واحد. قوله: { وَزَكاةً }. قال: الزكاة العمل الصالح. وهو قوله في سورة طَهَ: 76:{ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّى } وقال الحسن: زكاة لمن قُبِل عنه حتى يكونوا أزكياء. وقال الكلبي: الزكاة الصدقة. قوله: { وَكَانَ تَقِيّاً } ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من آدمي إلا قد عمل خطيئة أو همّ بها غير يحيى بن زكرياء ". قوله: { وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ } [يعني مطيعاً لوالديه] { وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً } أي مستكبراً عن عبادة الله وطاعته. { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً } ذكر الحسن أن يحيى وعيسى التقيا فقال له عيسى: استغفر لي، أنت خير مني، فقال له يحيى: استغفر لي، أنت خير مني. فقال له عيسى: أنت خير منّي: سلّمتُ على نفسي، وسلّم الله عليك. قال الحسن: عرف واللهِ فضلَه. وإنما يعني بقوله: سلّم الله عليك قوله تعالى في يحيى: { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً }. وقال عيسى:{ إِنِّي عَبْدُ اللهِ ءَاتَانِي الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ... } إلى قوله:{ وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } [مريم: 33].