الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَٰطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنْذِرُواْ هُزُواً } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } * { وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } * { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }

قوله: { وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } أي: بالجنة { وَمُنذِرِينَ } أي: من النار. ويبشرونهم أيضاً بالرزق في الدنيا قبل دخول الجنة إن آمنوا. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وينذرونهم العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة إن لم يؤمنوا.

قوله: { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا } أي: ليذهبوا { بِهِ الحَقَّ } فيما يظنون؛ ولا يقدرون على ذلك. قال: { وَاتَّخَذُوا ءَايَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }.

قال: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بآيَاتِ رَبِّهِ } يقوله على الاستفهام. وهذا استفهام على معرفة { فَأَعْرَضَ عَنْهَا } أي: لم يؤمن بها. { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } أي: ما سلف منه. قال الحسن: عمله السوء. أي: لا أحد أظلم منه.

قوله: { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أي: غلفاً { أَن يَفْقَهُوهُ } أي: لئلا يفقهوه. { وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } وهو الصمم عن الهدى. { وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً } يعني الذين يموتون على كفرهم.

{ وَرَبُّكَ الغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } أي: لمن آمن. ولا يغفر أن يشرك به { لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا } أي: بما عملوا { لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } قال الحسن: ملجأً.

قوله: { وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } أي: لما أشركوا وجحدوا رسلهم. { وَجَعَلْنَا لِمَهْلكِهِم مَّوْعِداً } أي: الوقت الذي جاءهم فيه العذاب. وقال مجاهد: موعداً: أجلاً.