قال: { وَوُضِعَ الكِتَابُ } أي: ما كانت تكتب عليهم الملائكة في الدنيا من أعمالهم. { فَتَرَى المُجْرِمِينَ } أي: المشركين والمنافقين { مُشْفِقِينَ } أي: خائفين { مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً } أي: في كتبهم { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }. قوله: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ }. قال الحسن: هو أول الجن كما أن آدم من الإِنس وهو أول الإِنس. وقال بعضهم: كان ممن الجن، وهم قبيل من الملائكة يقال لهم الجن. وكان ابن عباس يقول: لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود، وكان على خزانة السماء الدنيا في قول بعضهم؛ قال: جُن عن طاعة ربه. وكان الحسن يقول: ألجأه الله إلى نسبه. قال: { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } أي: عصى أمر ربه، أي: عن السجود لآدم، في تفسير مجاهد. { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ } يعني الشياطين الذين دعوهم إلى الشرك. { أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } أي: ما استبدلوا بعبادة ربهم إذ أطاعوا إبليس. فبئس ذلك بدلاً لهم. قوله: { مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ } وذلك أن المشركين قالوا: إن الملائكة بنات الله. وقال في آية أخرى:{ وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عبَادُ الرَّحْمَنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ } [الزخرف:19] أي: ما أشهدتهم شيئاً من ذلك، فمن أين ادَّعوا أن الملائكة بنات الله. قال: { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً } أي: أعواناً. وقال بعضهم: المضلين: الشياطين.