الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } * { فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } * { أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } * { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } * { هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً }

{ وَلَولاَ } أي: فهلا { إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ } ثم قال: { إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً فَعَسَى رَبِّيَ أَن يُؤْتِيَنِ } في الآخرة { خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ } أي: ناراً من السماء، يقول: عذاباً من السماء، وهي النار { فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } أي: لا نبات فيها. والصعيد الزلق التراب اليابس الذي لا نبات فيه. وقال بعضهم: قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء. { أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً } أي: ذاهباً قد غار في الأرض { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً }. وقال الكلبي: الغور: الذي لا تناله الدلاء.

قال الله: { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أي: من الليل { فَأَصْبَحَ } من الغد قائماً عليها { يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } أي: يصفق كفيه. قال الحسن: يضرب إحداهما على الأخرى ندامة. { عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا } وقال بعضهم: تلهفاً على ما فاته منها. { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } قال الحسن: عروشها: التراب، قد ذهب ما فيها من النبات. [وبعضهم يقول: مقلولة على رؤوسها]. { وَيَقُولُ } أي: في الآخرة { يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي } أي: في الدنيا { أَحَدَاً }.

قال الله: { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } أي: عشيرة { يَنْصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } أي: ممتنعاً في تفسير بعضهم.

قوله: { هُنَالِكَ الوَلاَيَةُ لِلَّهِ الحَقِّ } أي: في الآخرة. هنالك يتولَّى الله كلُّ عبد. أي: لا يبقى أحد يومئذٍ إلا تولى الله. ولا يقبل ذلك من المشرك.

وهي تقرأ على وجهين: أحدهما برفع الحق والآخر بجرّه. فمن قرأها بالرفع يقول: هنالك الولاية الحقُّ، فيها تقديم؛ أي: هنالك الولاية الحقُّ لله. ومن قرأها بالجر فهو يقول: هنالك الولاية لله الحقِّ، والحق اسم من أسماء الله.

{ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } أي: خير من أثاب، وهو خير ثواباً للمؤمنين من الأوثان لمن عبدها. { وَخَيْرٌ عُقْباً } أي: خير عاقبة.