الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } * { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }

ثم أخبر بوعده لمن آمن فقال: { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَرُ }. قد فسّرناه في غير هذا الموضع.

قوله: { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل من أهل الجنة لو بدا سواره لغلب على ضوء الشمس ".

ذكروا أنه ليس من أهل الجنة أحد إلا وفي يده ثلاثة أسورة: سوار من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ. وهو قوله:يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤلُؤاً } [الحج:23]، وقوله:وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } [الإنسان:21].

قوله: { وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } قال بعضهم: أما لسندس فالخز الذي يقال له الرقيم. وأما الإِستبرق فالديباج الغليظ. وبعض الكوفيين يقول: هي بالفارسية: استبره.

قوله: { مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ } أي: على السرر [في الحجال] ذكر ابن عباس في قوله:عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } [الواقعة:15] قال: مرمولة بالذهب. وقال الحسن: مرمولة بالدر والياقوت.

وقال بعضهم: يعانق الرجل زوجته قدر عمر الدنيا، لا تملّه ولا يملّها.

ذكروا عن معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل من أهل الجنة ليتنعم في تكأة واحدة سبعين عاماً "

ذكروا ابن عباس قال: إن الرجل من أهل الجنة ليتكىء على أحد شقيه فينظر إلى زوجته كذا وكذا سنة. ثم يتكىء على الشق الآخر، فينظر إليها مثل ذلك في قبة حمراء، من ياقوتة حمراء، ولها ألف باب، وله فيها سبعمائة امرأة.

قوله: { نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } أي: منزلاً ومَأوى، يعني الجنة.