الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً } * { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً }

قال: { وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ } يقول: إلا أن تستثنى. بلغنا أن اليهود لما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الكهف قال لهم رسول الله: أخبركم عنهم غداً، ولم يستثن، فأنزل الله هذه الآية.

قال: { وَاذْكُرْ رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } [أي: إذا نسيت الاستثناء] { وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً }. ومتى ما ذكر الذي حلف فليقل إن شاء الله، لأن الله أمره أن يقول: إن شاء الله.

ومن حلف على يمين فاستثنى قبل أن يتكلم بين اليمين وبين الاستثناء بشيء فله ثنياه، ولا كفارة عليه. وإن كان استثنى بعدما تكلم بعد اليمين قبل الاستثناء، أو متى ما استثنى، فالكفارة لازمة له، وسقط عنه المأثم حيث استثنى، لأنه كان قد ركب ما نهى عنه من تركه ما أمر به من الاستثناء. أي: لا يقول: إني أفعل حتى يقول إن شاء الله، ولا يقول: لا أفعل حتى يقول إن شاء الله.

ذكر ابن عمر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا استثنى فله ثنياه "

وقال بعضهم: ليس الاستثناء بشيء حتى يجهر به كما يجهر باليمين. أي: إن الاستثناء في قبله ليس بشيء حتى يتكلم به لسانه.

ذكروا عن الحسن أنه قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأتِ الذي هو خير وليكفر عن يمينه إلا طلاق أو عتاق.