قوله: { وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ } يقوله: بعضهم لبعض { وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ } أي: وما يعبدون من دون الله، أي: وما يعبدون سوى الله. وفي مصحف عبد الله بن مسعود: وما يعبدون من دون الله، وهذا تفسيرها. { فأَوُوا إِلَى الكَهْفِ } [أي: فانتهوا إلى الكهف] { يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ } أي: من زرقه { ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً }. قوله: { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ } أي: تعدل عن كهفهم وقال بعضهم: تميل عن كهفهم { ذَاتَ اليَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت } أي: غابت { تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ } أي: تتركهم ذات الشمال. وقال الحسن: لا تدخل الشمس كهفهم على كل حال. { وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ } أي: في فضاء من الكهف. وتلك آية. وقال بعضهم: { فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ } أي: في عزلة منه. { ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللهِ مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }. قال: { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ } أي: مفتّحة أعينهم وهم موتى. { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ } قال بعضهم: وذلك في رقدتهم الأولى قبل أن يموتوا. وقال بعضهم: لهم في كل عام تقليبتان. { وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ } أي: بفناء الكهف { لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } أي: لحالهم.