الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } * { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } * { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } * { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً } * { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً }

قوله: { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي: القرآن، حتى لا يبقى منه شيء { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } أي: وليّاً يمنعك من ذلك.

{ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } فيها إضمار. يقول: وإنما أنزلناه عليك رحمة من ربك { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } يقول: أعطاك النبوة وأنزل عليك القرآن.

ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: ليُسْرَيَنَّ على القرآن ليلة فلا تبقى منه آية في قلب رجل ولا في مصحف إلا رفعت.

قوله: { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }. أي: عوينا.

قوله: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } أي: ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل. { فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } أي: لن نصدقك { حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } أي: عيوناً ببلدنا هذا.

{ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلاَلَهَا } أي: خلال تلك الجنة. { تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } أي: قطعاً. وقال في آية أخرى:إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ } [سبأ:9]. وقال: { وَإِن يَرَوْا كِسْفاً } والكسف القطعةمِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } [الطور:44].

وقال الكلبي: في قوله: { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } قال: بلغنا ـ والله أعلم ـ أن عبد الله بن أبي أمية المخزومي هو الذي قال ذلك حين اجتمع الرهط من قريش بفناء الكعبة، فسألوا نبي الله أن يبعث لهم بعض موتاهم، أو يسخر لهم الريح، أو يسير لهم جبال مكة فلم يفعل شيئاً مما أرادوا، فقال عبد الله بن أبي أمية عند ذلك: ما تستطيع يا محمد أن تفعل لقومك بعض ما سألوك، فوالذي يحلف به عبد الله بن أبي أمية لا أؤمن لك، أي لا أصدقك، { حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } ، أي: عيوناً { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ }... إلى قوله { كِسَفاً } ، أي: قطعاً.

{ أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً } أي: عياناً، نعاينهم معاينة. وقال مجاهد: { قَبِيلاً } أي: على حدتها، أي: على قبيلة. وقال في آية أخرى:أَوْ جَاءَ مَعَهُ المَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } [الزخرف:53].