الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }

قوله: { أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ } أي: لزوال الشمس من كبد السماء، يعني صلاة الظهر والعصر بعدها. { إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ } أي: بدو الليل واجتماعه وظلمته؛ صلاة المغرب عند بدو الليل، وصلاة العشاء عند اجتماع الليل وظلمته إذا غاب الشفق.

ذكروا عن الحسن أنه قال: إن رسول الله حين جاء بالصلوات الخمس إلى قومه، خلّى عنهم حتى إذا زالت الشمس عن بطن السماء نودي فيهم: الصلاة جامعة، ففزعوا لذلك واجتمعوا، فصلّى بهم الظهر أربع ركعات لا يعلن فيهن القراءة، جبريل بين يدي نبي الله، ونبي الله بين أيدي الناس، يقتدي الناس بنبيّهم، ويقتدي نبيّ الله بجبريل. ثم خلّى عنهم حتى إذا تصوبت الشمس وهي بيضاء نقية نودي فيهم: الصلاة جامعة، فاجتمعوا، فصلى بهم العصر أربع ركعات دون صلاة الظهر، لا يعلن فيهن القراءة؛ جبريل بين يدي نبي الله، ونبي الله بين أيدي الناس، يقتدي الناس بنبيهم، ونبي الله يقتدي بجبريل. ثم خلى عنهم، حتى إذا غابت الشمس نودي فيهم: الصلاة جامعة. فاجتمعوا فصلى بهم المغرب ثلاث ركعات، يعلن في الركعتين الأوليين، ولا يعلن في الركعة الآخرة. جبريل بين يدي نبي الله، ونبي الله بين أيدي الناس. يقتدي الناس بنبيهم، ويقتدي نبي الله بجبريل. ثم خلى عنهم حتى غاب الشفق وانقضى العَشاء نودي فيهم: الصلاة جامعة. فاجتمعوا؛ فصلى بهم العشاء أربع ركعات، يعلن في الركعتين الأوليين ولا يعلن في الآخرتين؛ جبريل بين يدي نبي الله، ونبي الله بين يدي الناس. يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي نبي الله بجبريل. ثم بات الناس ولا يدرون أيزدادون على ذلك أم لا. حتى إذا طلع الفجر نودي فيهم الصلاة جامعة. فاجتمعوا فصلى بهم الصبح ركعتين أطالهما وأعلن فيهما بالقراءة. جبريل بين يدي نبي الله، ونبي الله بين أيدي الناس. يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي نبي الله بجبريل.

ذكروا أن عبد الله بن مسعود قال: والذي لا إله غيره إن هذه الساعة لميقات هذه الصلاة، يعني المغرب، ثم قال: { أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ } يعني غروبها. أي: زوالها حين تغيب، في قول ابن مسعود. { إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ }. أي: مجيء الليل، والصلاة فيما بينهما.

وتفسير ابن عباس: [دُلُوكُهَا]: زوالها وميلها. وهذا قول العامة، يعني وقت صلاة الظهر.

وقال بعضهم: لو كانت الصلاة من دلوكها إلى غسق الليل لكانت الصلاة من زوال الشمس إلى صلاة المغرب. وقول ابن عباس أعجب إلينا. وهو قول العامة.

قوله: { وَقُرْءَانَ الفَجْرِ } يعني صلاة الصبح { إِنَّ قُرْءَانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } أي: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار. يجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر.

ذكروا أن عبدالله بن مسعود كان يقول: عند صلاة المغرب يجتمع الحرسان من ملائكة الليل وملائكة النهار.