الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } * { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً }

قوله: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ ءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } أي: من طين. كقوله:هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ } [الأنعام:2] وقال إبليس:خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [سورة ص:76]، وقول إبليس: { ءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } على الاستفهام، أي: لا أسجد له.

ثم قال: { قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ } فأمرتني بالسجود له { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً }. قال مجاهد: لأحَتِويَنَّهم. وقال الكلبي: لأستولِيَن على ذريّته، أي: فأضلّهم، إلا قليلاً. وقال الحسن: لاستأصلن ذريته، يعني يهلكهم، إلا قليلاً، يعني المؤمنين.

وهذا القول منه بعد ما أمر بالسجود، وذلك ظنٌّ منه حيث وسوس إلى آدم فلم يجد له عزماً، أي: صبراً. فقال: بنو هذا في الضعف مثلُه. وذكروا أن إبليس كان يُطِيف بآدم قبل أن ينفخ فيه الروح، فلما رآه الخبيث أجوف عرف أنه لا يتمالك.