الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً } * { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً }

{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ } أي: ومن فيهن { وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } أي: من المؤمنين ومن يسبّح له من الخلق. { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }.

قال الحسن: إن الجبل يسبّح، فإذا قطع منه شيء لم يسبّح ذلك المقطوع ويسبّح الأصل. وكذلك الشجرة ما قطع منها لم يسبح وتُسبّح.

قال: { وَلَكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } كقوله:وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ } [النحل:61] أي: إذاً لحبس عنهم القطر فأهلكهم. قال: { غَفُوراً } لهم أي: إن تابوا. وقال بعضهم: { حَلِيماً } أي: عن خلقه فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعض، غفوراً لهم إذا تابوا وراجعوا الحق.

قوله: { وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي: لا يصدّقون { بِالأَخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } أي: جعل الله الكفر الذي كان منهم حجاباً لهم حجبهم به عن الإِيمان.