الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً } * { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } * { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً }

{ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا } أي: ملوماً في نقمة الله، مدحوراً في عذاب الله. والمدحور المطرود المبعد المقصى عن الجنة في النار.

قوله: { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًاً } على الاستفهام. أي: لم يفعل ذلك، لقولهم: إن الملائكة بنات الله. { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً }.

قوله: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا القُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا } أي: ضربنا في هذا القرآن الأمثال، فأخبرناهم أنا أهلكنا القرون الأولى ليذّكروا فيؤمنوا، لئلا ينزل بهم العذاب مثلما نزل بالأمم السالفة قبلهم من عذاب الله. { وَمَا يَزِيدُهُمْ } ذلك { إِلاَّ نُفُوراً } أي: إلاَّ تَرْكاً لأمر الله، يعني أنهم كلَّما نزل من القرآن شيء كفروا به ونفروا.

ذكروا عن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لتدخلُنْ الجنة إلا أن تَشْرَدوا على الله كما يَشرُدُ البعيرُ على أهله، ثم تلا هذه الآية: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا القُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } ".

قوله: { قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ ءَالِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ } وهي تقرأ على الياء والتاء. فمن قرأها بالياء فهو يقول: إنه قال للنبي: قل لهم: { لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ } ، ثم أقبل على النبي فقال: كما يقولون. ومن قرأها بالتاء فهو يقول: إنه قال للنبي: قل لهم: { لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ } كما تقولون؛ { إِذاً لاَّبْتَغَوْا } يعني الآلهة لو كانت آلهة { إِلَى ذِي العَرْشِ سَبِيلاً } أي: إذاً لطلبوا إليه الوسيلة والقربة. وقال بعضهم: إذاً لعرفوا له فضله عليهم ولابتغوا ما يقرّبهم إليه.

قوله: { سُبْحَانَهُ } ينزّه نفسه { وَتَعَالَى } أي: ارتفع { عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً } أي: ارتفاعاً عظيماً.