قوله: { مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي: على نفسه. { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أَخْرَى } أي: لا يحمل أحد ذنب آخر.
قوله: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } قال الحسن: لا يعذب قوماً بالاستئصال حتى يحتجّ عليهم بالرسل. كقوله:{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً } [القصص:59]. وكقوله:{ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [فاطر:24] يعني الأمم التي أهلك الله بالعذاب.
قوله: { وَإذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } أي: أكْثَرْنَا جَبَابرتَها. قال الحسن: جبابرة المشركين فاتَّبعهم السفلة { فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ } أي: الغضب { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }.
وكان ابن عباس يقرأها: { أَمَرْنا مُتْرَفِيهَا } ، مثقلة، من قبل الإِمارة. كقوله:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا } [الأنعام:123]. وكان الحسن يقرأها: { آمرنا } ، وهي أيضاً من الكثرة. وبعضهم يقرأها: { أمرنا } أي: أمرناهم بالإِيمان ففسقوا فيها، أي: أشركوا ولم يؤمنوا.
قوله: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً } وهو كقوله:{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُاْ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ } إلى آخر الآية. [إبراهيم: 9].
قوله: { مَّن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ } [وهو المشرك الذي لا يريد إلا الدنيا، لا يؤمن بالآخرة] { عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً } أي: في نقمة الله { مَّدْحُوراً } مطروداً مباعداً عن الجنة في النار.
قوله: { وَمَنْ أَرَادَ الأَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا } أي: عمل لها عملها { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } أي: وهو مُوَفٍّ بالقول والعمل { فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم } أي: عملهم { مَّشْكُوراً } أي: يثيبهم الله به الجنة.