الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } * { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } * { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً }

قوله: { عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ }. قال بعضهم: فعاد الله عليهم بعائدته. قال: { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } عليكم بالعقوبة. كان أعلمهم أن هذا كله كائن.

قوله: { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } قال الحسن: إن الله عاد عليهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فأذلّهم بالجزية. [قال بعضهم: هو كـ] ـقوله: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } أي: وإذ قال ربك في تفسير بعضهم. وقال الحسن: أشعر ربكلَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ } [الأعراف:167]. قال بعضهم: إنهم عادوا فبعث الله عليهم ما شاء من نقمته. ثم كان كتب أن يبعث عليهم العرب فهم منهم في عذاب إلى يوم القيامة.

قوله: { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } أي: سجناً، أي: يحصرهم فيها.

قوله: { إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي } أي: يدعو { لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } وقال في المزمل[6]وَأَقْوَمُ قِيلاً } أي: أصوب. { وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } أي: الجنة { وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } أي: موجعاً.

قوله: { وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالخَيْرِ } أي: يدعو بالشر على نفسه وعلى ولده وماله كما يدعو بالخير. وقال في آية أخرى:وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } [يونس:11] أي: لأمات الذي يدعو عليه.

قال: { وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً } وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وقال بعضهم: يدعو على ماله فيلعن ماله وولده، ولو استجاب الله له لأهلكه.